جعل الله - سبحانه وتعالى- الله الصلاة سبباً موصلاً إلى قربه، ومناجاته، ومحبّته، والأنس به، فدعا عباده المؤمنين الموحّدين إلى هذه الصلوات الخمس رحمة بهم، وهيّأ لهم فيها أنواع العبادة لينال العبد من قول، و فعل، وحركة، وسكون، حظّه ممّن عطاياه، فكان سرّ الصلاة إقبال القلب على الله، فإذا لم يقبل عليه ولهى بحديث نفسه كان بمنزلة وافد وفد إلى باب الملك معتذراً من خطاياه، مستمطراً سحائب جوده، ورحمته، فلمّا وصل إلى باب الملك ولم يبق إلا مناجاته له التفت من الملك زاغ عنه، واشتغل عنه بأمقت شيء إلى الملك.
موضوع الصلاة وما يتعلّق بها من أسرار جاءت في هذا الكتاب الذي بين أيدينا، جمعها الإمام ابن القيّم، حيث جمع فيه من الفرائد والفوائد الشيء العظيم..
و هذا بعض الفوائد ممّا جاء في الكتاب :
· على العبد أن يقبل على ربّه في الصلاة.
· العبد امتحن بالشهوة وأشباهها.
· كلّ فعل من أفعال الصلاة مكفّراً لمذموم إزائه.
· تقسيم الناس إلى أهل اليقظة وأهل الغفلة وأهل الخيانة.
· الكلام عن الوضوء .
· الكلام على كلّ فعل من أفعال الصلاة وما فيه من أسرار.
بعض الفوائد الواردة في الكتاب:
وعندما يقبل العبد على سيّده بقلبه وجوارحه، بكلّ خضوع وتذلّّل، ثمّ يكبره، وقد تواطأ لسانه مع قلبه في التكبير، فكان الله أكبر في قلبه من كلّ شيء . أمّا إذا اشتغل بشيء عن الله دلّ على أنّ ذلك الشيء أكبر عنده من الله، ثمّ أتبع ذلك بدعاء الاستفتاح وأتى بالتحيّة والثناء الذي يخاطب فيه الملك، فإذا شرع في الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فإنّه يكون أحرص في صرفه، وشغله عن صلاته، فيكتفي في الاستعاذة لمقاومته، وكأنّه قيل له لا طاقة لك بهذا العدوّ فاستعذ بي أعيذك منه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته ومدافعته، وعليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف الكلب عنك." وبذلك يفضي القلب إلى معاني القرآن فيشاهد عجائبه التي تبهر العقول، ويقوم بمخاطبة الملك، وليحذر أن يخاطبه وقلبه معرض عنه . فيقف عند كلّ آية وينتظر جواب ربّه وكأنّه يسمعه وهو يقول:" حمدني عبدي " إذا قال:" الحمد لله رب العالمين " فإذا قال : " الرحمن الرحيم " يقف لينتظر قوله:" أثني على عبدي." فإذا قال:" مالك يوم الدين " انتظر قوله:" مجّدني عبدي" فإذا قال:" إيـّـــــاك نعبد وإيّاك نستعين" قال له:" هذا بيني وبين عبدي" فإذا قال:" اهدنا الصراط المستقيم " إلى آخرها قال:" هذا لعبدي ولعبدي ما قال" وشرع له الـتأمين في آخر هذا الدعاء تفاؤلاً بالإجابة، ثم يرفع يديه تعظيماً له، وعبوديّة خاصّة لليدين، كما شرع التكبير في انتقالات الصلاة كالتلبية في انتقالات الحجّ ليعلّم العبد أنّ سرّ الصلاة هو التعظيم لله، وتكبيره بعبادته وحده، بعدها يخضع لله بالركوع له ناطقاً بتسبيحه المقترن بالتعظيم، ثم يحمد ربّه بعد اعتداله ورجوعه إلى أحسن هيئاته بأن وفّقه وهداه لهذا الخضوع الذي قد حرم منه غيره، ثم يخرّ ساجداً، فيضع ناصيته على الأرض راغماً أنفه خاضعاً قلبه، ويكون قد سجد قلبه وسجده، فهذا العبد هو الأقرب إلى الله، وشرع له أن يقلّ فخذيه عن ساقيه، وبطنه عن فخذيه، وعضديه عن جبينه ليأخذ كلّ عضو حظّه من الخضوع لله .
ثمّ يشرع العبد في رفع رأسه ويسأل الله رحمته وهداه، فمثل أيّها المصلّي نفسك في هذه الحالة بمنزلة الغريم الذي عليه حقّ وأنت كفيل به، والغريم مماطل مخادع وأنت مطلوب بالكفالة، والغريم مطلوب بالحقّ، فأنت تستعدي عليه حتّى يخرج ما عليه من الحقّ لتتخلّص من المطالبة، والقلب شريك النفس في الخير والشر، ثمّ يسجد مرّة ثانية لفضل السجود وشرفه، وتكرار هذه الأفعال غذاء للقلب والروح، فلمّا قضى صلاته ولم يبق إلا الانصراف منها شرع له الجلوس وقول التحيّات .
هذا عرض لما جاء في الكتاب .. ولعلّه من الواجب على المسلم قراءة هذا الكتاب والاطلاع على ما فيه من فوائد ليجلو الران عن قلبه، ويقبل على صلاته بقلب خاشع، وعقل واع لحكمة كلّ فعل من أفعال الصلاة..
يقع الكتاب في 114 صفحة من القطع المتوسّط
موضوع الصلاة وما يتعلّق بها من أسرار جاءت في هذا الكتاب الذي بين أيدينا، جمعها الإمام ابن القيّم، حيث جمع فيه من الفرائد والفوائد الشيء العظيم..
و هذا بعض الفوائد ممّا جاء في الكتاب :
· على العبد أن يقبل على ربّه في الصلاة.
· العبد امتحن بالشهوة وأشباهها.
· كلّ فعل من أفعال الصلاة مكفّراً لمذموم إزائه.
· تقسيم الناس إلى أهل اليقظة وأهل الغفلة وأهل الخيانة.
· الكلام عن الوضوء .
· الكلام على كلّ فعل من أفعال الصلاة وما فيه من أسرار.
بعض الفوائد الواردة في الكتاب:
وعندما يقبل العبد على سيّده بقلبه وجوارحه، بكلّ خضوع وتذلّّل، ثمّ يكبره، وقد تواطأ لسانه مع قلبه في التكبير، فكان الله أكبر في قلبه من كلّ شيء . أمّا إذا اشتغل بشيء عن الله دلّ على أنّ ذلك الشيء أكبر عنده من الله، ثمّ أتبع ذلك بدعاء الاستفتاح وأتى بالتحيّة والثناء الذي يخاطب فيه الملك، فإذا شرع في الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فإنّه يكون أحرص في صرفه، وشغله عن صلاته، فيكتفي في الاستعاذة لمقاومته، وكأنّه قيل له لا طاقة لك بهذا العدوّ فاستعذ بي أعيذك منه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته ومدافعته، وعليك بالراعي فاستغث به فهو يصرف الكلب عنك." وبذلك يفضي القلب إلى معاني القرآن فيشاهد عجائبه التي تبهر العقول، ويقوم بمخاطبة الملك، وليحذر أن يخاطبه وقلبه معرض عنه . فيقف عند كلّ آية وينتظر جواب ربّه وكأنّه يسمعه وهو يقول:" حمدني عبدي " إذا قال:" الحمد لله رب العالمين " فإذا قال : " الرحمن الرحيم " يقف لينتظر قوله:" أثني على عبدي." فإذا قال:" مالك يوم الدين " انتظر قوله:" مجّدني عبدي" فإذا قال:" إيـّـــــاك نعبد وإيّاك نستعين" قال له:" هذا بيني وبين عبدي" فإذا قال:" اهدنا الصراط المستقيم " إلى آخرها قال:" هذا لعبدي ولعبدي ما قال" وشرع له الـتأمين في آخر هذا الدعاء تفاؤلاً بالإجابة، ثم يرفع يديه تعظيماً له، وعبوديّة خاصّة لليدين، كما شرع التكبير في انتقالات الصلاة كالتلبية في انتقالات الحجّ ليعلّم العبد أنّ سرّ الصلاة هو التعظيم لله، وتكبيره بعبادته وحده، بعدها يخضع لله بالركوع له ناطقاً بتسبيحه المقترن بالتعظيم، ثم يحمد ربّه بعد اعتداله ورجوعه إلى أحسن هيئاته بأن وفّقه وهداه لهذا الخضوع الذي قد حرم منه غيره، ثم يخرّ ساجداً، فيضع ناصيته على الأرض راغماً أنفه خاضعاً قلبه، ويكون قد سجد قلبه وسجده، فهذا العبد هو الأقرب إلى الله، وشرع له أن يقلّ فخذيه عن ساقيه، وبطنه عن فخذيه، وعضديه عن جبينه ليأخذ كلّ عضو حظّه من الخضوع لله .
ثمّ يشرع العبد في رفع رأسه ويسأل الله رحمته وهداه، فمثل أيّها المصلّي نفسك في هذه الحالة بمنزلة الغريم الذي عليه حقّ وأنت كفيل به، والغريم مماطل مخادع وأنت مطلوب بالكفالة، والغريم مطلوب بالحقّ، فأنت تستعدي عليه حتّى يخرج ما عليه من الحقّ لتتخلّص من المطالبة، والقلب شريك النفس في الخير والشر، ثمّ يسجد مرّة ثانية لفضل السجود وشرفه، وتكرار هذه الأفعال غذاء للقلب والروح، فلمّا قضى صلاته ولم يبق إلا الانصراف منها شرع له الجلوس وقول التحيّات .
هذا عرض لما جاء في الكتاب .. ولعلّه من الواجب على المسلم قراءة هذا الكتاب والاطلاع على ما فيه من فوائد ليجلو الران عن قلبه، ويقبل على صلاته بقلب خاشع، وعقل واع لحكمة كلّ فعل من أفعال الصلاة..
يقع الكتاب في 114 صفحة من القطع المتوسّط